تدمر، مدينة أثرية صامتة تقع في واحة الصحراء وسط سورية؛ آثار محطة تجارية قديمة
ازدهرت أكثر من أربعمائة سنة كاملة. إنها مكان يذكرني بأشهر معلقة لامرئ القيس، بآثارها
الرومانية على الأرض العربية.
آثار تدمر العريقة بكاملها في محيط الرويا. في الصحراء الشاسعة، تنتشر الأطلال الحضارية
الرائعة. المشاهد المتضادة لها دائما جمال يهز النفس. تقف بين الآثار التي لم يبق منها إلا
الأعمدة الحجرية القديمة المصفرة وتتطلع إلى قوس النصر الذي لا يزال شاهقا، في ازدهارها
القديم. تواجه الأعمدة الصفراء الباهتة السماء الزرقاء مبدعة صورة جمالية تعجز الكلمات
عن وصفها. هنا، ذاكرة خالدة تنتقل من جيل إلى جيل، بتلك القوة الأبدية المديدة وتنهدات
العصور الراحلة.
الآثار فيها جمال خالد وحزين، فهي شاهد على تاريخ طويل وتغير العصور. تهزك بقوة
الروح الخالدة لتلك الأعمدة القديمة الباقية، تستقبل شروق الشمس وغروبها خلال آلاف سنين،
وتتحدى العواصف والمطر.